سورة الزخرف - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزخرف)


        


{فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}
{أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً} الضمير لقريش وهم المخاطبون بقوله: {أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ} [الزخرف: 5]، فإن قيل: كيف قال: إن كنتم على الشرط بحرف إن التي معناها الشك، ومعلوم أنهم كانوا مسرفين؟ فالجواب أن في ذلك إشارة إلى توبيخهم على الإسراف، وتجهيلهم في ارتكابه، فكأنه شيء لا يقع من عاقل، فلذلك وضع حرف التوقع في موضع الواقع {ومضى مَثَلُ الأولين} أي تقدّم في القرآن ذكر حال الأولين وكيفية إهلاكهم لما كفروا.


{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)}
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ} الآية احتجاج على قريش؛ لأنهم كانوا يعترفون أن الله هو الذي خلق السموات والأرض؛ وكانوا مع اعترافهم بذلك يعبدون غيره، ومقتضى جوابهم أن يقولوا: خلقهن الله، فلما ذكر هذا المعنى جاءت العبارة عن الله ب {العزيز العليم}؛ لأن اعترافهم بأنه خلق السموات والأرض يقتضي أن يعترفوا بأنه عزيز عليم، وأما قوله: {الذي جَعَلَ لَكُمُ} فهو من كلام الله لا من كلامهم {مَهْداً} أي فراشاً على وجه التشبيه {سُبُلاً} أي طرقاً تمشون فيها.


{وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)}
{مَآءً بِقَدَرٍ} أي بمقدار ووزن معلوم وقيل: معناه بقضاء {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} تمثيل للخروج من القبور؛ بخروج النبات من الأرض.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8